سمعنا واطعنا _ الاسبال
اعلم أخي المسلم: بارك الله فيك أنه لا يحق لأي إنسان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يُعرض عن أي أمر أُمر به أو نهيٍ نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يتبين له ويثبت لديه، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذمّ وحذّر أُناساً لا يُبادرون إلى العمل بالحديث إذا بلغهم، فقال صلى الله عليه وسلم:
«
ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه وإن ما حرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله
»
[صحيح أبي داود]. وممّ ابتُلي به بعض الناس الإسبال حتى أصبح ظاهرة منشرة والله المستعان!.
الكثير من الشباب ثوبه/بنطاله ونحسن الظن بإخواننا بأنهم لايعرفون حكم الإسبال وإن شاء الله سوف يتركون هذا الأمر بعد تفصيل هذه المسألة وتوضيحها لهم.وهذا ما ارجوه من الله تعالى هدنا الله واياكم لصالح الاعمال .
الإسبال ( هو إطالة الثوب أو البنطال تحت الكعبين).
وكما هو معلوم عند أهل العلم وكثير من الناس يعلم حكمها بأنه محرم بل هو من كبائر الذنوب وصاحبها موعودٌ بالنار والعياذ بالله كما قال عليه الصلاة والسلام ((ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار)) رواه البخاري ، وقال عليه الصلاة والسلام ((ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم... المسبل إزاره)) رواه الترمذي وصححه الألباني، وقال عليه السلام ((ياسفيان ابن سهل لا تسبل فإن الله لايحب المسبلين)) رواه ابن ماجه وحسنه الألباني، وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ((إزره المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج)) أو قال ((لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك فهو في النار ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه يوم القيامة)) رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه ذكره في كتاب الترغيب والترهيب.
أنا أعرف أن بعض أخواننا هداهم الله لا يعجبهم هذا الكلام ويحتجون ببعض الشُّبَه منها :
1 - بأن هذا الأحاديث كلها جاءت في الذين يسبلون أثوابهم بنية الكبر
2- وأيضاً يحتجون أن أبوبكر الصديق رضي الله عنه كان إزاره يسقط من أحد شقيه حتى يصبح تحت الكعبين فقال عليه الصلاة والسلام لأبي بكر ((إنك لست منهم)) رواه البخاري.
3- وبعضهم يقول أن الكعب ليس معناه العظمة عند مفصل الساق والقدم وإنما هو مؤخرة القدم.
فأقول :
1 – الجواب على الشبهة الأولى، فهذه الأحاديث جاءت في المسبل المتكبر والغير المتكبر فالمتكبر عقابه أشد، أيه رايكم بهذا الحديث وهي القاضية لهذه الشبهة قال عليه الصلاة السلام لأحد الصحابة ((وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لايحب المخيلة)) رواه أبو داود وصححه الألباني، هنا يقول عليه الصلاة والسلام أن الإسبال من الكبر فكيف يأتيك شخص ويقول (صحيح أنا مسبل ولكني مش متكبر) والنبي عليه الصلاة والسلام يقول أن المسبل متكبر) سبحان الله؟!.
2- الجواب على الشبهة الثانية، أن أبوبكر رضي الله عنه كان يلبس فوق الكعبين من الإزار أو الثوب ولكنها تترخي عليه وهو لم يقصد ذلك فلذلك قال عليه الصلاة والسلام ((إنك لست منهم)) ، وأما الذين نراهم من أخواننا فهم يذهبون إلى الخياط ويقولن له (نريد الثوب تحت الكعبين) ثم يزعمون أننا مثل أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأننا ندخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم ((إنك لست منهم)) وأيضاً الذين يشترون البناطيل الطويلة يقولون (والله نحن حصلناها في السوق طويلة فنحن مالنا خص ونحن مش من إلّي قصدقهم الكبر)سبحان الله؟!.
3- الجواب على الشبهة الثالثة، قال تعالى ﴿يأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين﴾، فقد قال تعالى ﴿وأرجلكم إلى الكعبين﴾ والكعب هنا وفي أحاديث الإسبال هي العظمة عند مفصل الساق والقدم فهل تفسيرك هنا الكعبين هو نفس تفسيرك في أحاديث الإسبال؟؟!!!
تتمة الموضوع – فاتقوا الله عباد الله
عن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله جل ذكره في حِلٍ ولا حرام))رواه أبو داود وصححه الألباني
عن ابن عمر قال : مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي إزاري استرخاء فقال ((يا عبدالله ارفع إزارك)) فرفعته ثم قال ((زد)) فزدت فما زلت أتحراها بعد فقال بعض القوم إلى أين ؟ فقال : أنصاف الساقين. رواه مسلم
عن حذيفة قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضلة ساقي أو ساقه فقال ((هذا موضع الأزار فإن أبيت فأسفل فإن أبيت فلا حق للإزار في الكعبين)) رواه الترمذي وصححه الألباني
عن أنس بن مالكرضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم ((الإزار إلى نصف الساق)) فلما رأى شدة ذلك على المسلمين قال ((إلى الكعبين لا خير فيما أسفل من ذلك)) رواهالإمام أحمد وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين.
سمع الشريد يقول : أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يجر إزاره فاسرع إليه أو هرول فقال ((ارفع إزارك واتق الله)) قال انى أحنف تصطك ركبتاي فقال ((ارفع إزارك فان كل خلق الله عز وجل حسن)) فما رؤى ذلك الرجل بعد الاّ إزاره يصيب إنصاف ساقيه أو إلى إنصاف ساقيه. رواهالإمام أحمد وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ويحرم الإسبال للأمور التالية
1. الوعيد بالنار لمن أسبل للخيلاء ولغير الخيلاء كما تقدم في الأحاديث.
2. الأمر برفع الثوب إلى نصف الساق أو فوق الكعبين.
3. أننا مأمورون بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وكان ثوبه إلى نصف ساقه. صحيح شمائل الترمذي.
4. أن إطالة الثوب مظنّة الخيلاء وذريعة إليها وتشبه بها، وقد جاءت الشريعة بسدالذرائع المفضية إلى المحرمات.
5. أن الإسبال تشبه بالنساء.
6. أن الإسبال فيه إسراف.
7. أن المسبل لا يأمن تعلق النجاسة بثوبه.
وللأسف أن بعض أخواننا يَرُدُّون كل هذه الأحاديث وهذا الكلام بحجة أن شيخنا قال حلال. سبحان الله والله المستعان؟؟!!!
وهذا الحكم فقط خاص بالرجال وأماّ المرأة فيجب عليها أن تغطي جميع بدنها. والله أعلم
اللهم بلَّغت؟اللّهم فاشهد
الأحد أبريل 05, 2009 3:31 am